مطار القاهره الدولي صالة المغادرة .. المطار زحمه جداً وعايز أجري ألحق الطياره اللي رايحه دبي، شفت حاجه خلتني أتجمدت في مكاني، طفله صغيره واقفه وحيده وبتعيط، سبت الشنط جنبي وجريت عليها
– مالك يا حبيتي بتعيطي ليه
قالت وهي بتهته : مش لاقيه ماما.
شكلي مش هالحق الطياره بس مش هاسيب البنت دي أنا أكتر واحده تحس بقيمة الأطفال.
نزلت علي ركبي قدامها وحضنتها وقلتلها: متخافيش يا حبيبتي أنا معاكي لغاية ما تيجي ماما،
رفعت عيني لقيت ست جايه بتجري عليا، وأخدتها في حضنها وهي بتعيط.
سألت الأم قالتلي إحنا كنا وتقفين في الطابور ومشينا وفجأه ملقتهاش جنبي، بقيت أجري زي المجنونه ورجعت علي المكان اللي كنا واقفين فيه والحمدلله لقيتها معاكي. ربنا يخليكي ويباركلك في عيالك. إبتسمت وسلمت عليه ومشيت ولحقت الطياره وأنا قلبي بيتقطع. عندي ٣٠ سنه و أكتر حاجه وجعاني غير إني فشلت في كل حاجه في حياتي إني معنديش عيال ولا أي حد أتسند عليه
وأنا دلوقتي مسافره لوحدي أتغرب في دبي علشان معنديش حاجه أخسرها. ذكرياتي الوحيده الحلوه في مصر هي قبل ما أكمل ٢٨ سنه أما بابا كان معايا.
دلوعة بابا، بنت وحيده علي ولدين بابا هو كل حاجه في حياتي طلباتي أوامر كفايه بس إنه بس يحس ويعرف إن محتاجه حاجه كان يجيبهالي علي طول كمان إهتم جداً بتعليمي وعلمني أحسن تعليم، كان بيقول يا زينب إن العلم هو السلاح بتاعك اللي هيخليكي مش محتاجه ولا معتمده علي حد مع إنه هو الحمدلله كان غني جداً وبيشتغل في منصب كويس.مقدرش أعد كم المفاجأت والحاجات الحلوه اللي عملهالي، غير الوقت الل ي كنت بقضيه معاه ، أحكيله علي يومي ماشي إزاي ويساعدني وينصحني. عشت
ملكه . كأنه كان عارف إن هيسبني فبيحاول يوضني وهو موجود وفاة بابا سابت فراغ كبير في حياتي حاولت أعوضه وإتجوزت واخترت غلط
ماما كانت رافضه أخد أي حاجه من ورثي. وبعد مشاكل وخناقات مع جوزي رحت أكلمها.
– ماما الحاله صعبه، إحنا مش عارفين نعيش ، أنا عايزه ورثي.
صرخت وقالت: مش هتشوفي حاجه، جوزك داخل علي طمع . ومش هيطول حاجه من ورث أبوكي.
– مهو كده هي وأنا مبخلفش كمان.
قالت: ده الإتفاق من الأول. لو هو فعلاٍ عايزك هيفضل معاكي، ولو داخل علي طمع ملكيش فلوس عندي، إنت متنازله عن كل ورثك أصلاِ.
وحصل اللي خايفه منه أهله إني مبخلفش لسبب ما يعرفهوش غير ربنا طلقني ورجعت بيت أبويا الحاجه الوحيده اللي متنزلتش عنها.
حاولت أخد أي فلوس من ورثي ماما رفضت، ومبقتش عارفه أعيش علشان لقب مطلقه لازق فيا. فعملت حاجه كنت رافضاها تماماً . جالي عقد شغل في شركة إستيراد وتصدير في دبي فأخدت بعضي ومشيت.
ووصلت الطياره دبي وأنا نازله بطولي بلد معرفش فيها حد. الشغل كان موفرلي سكن وبدأت من تاني يوم وصول علي طول.
كان لازم أنجح أنا لو إطردت من الشغل هارجع مصر بخيبتي ، والناس تفرح في. كنت بأعمل شغل ميعملوش أربع موظفين مع بعض، وده سببلي مشاكل مع زمايلي المصريين، علشان هما بيتطالبوا بنفس الشغل ،ومش بيعملوه، بس في نفس الوقت لفت أنظار أصحاب الشركه، وبقيت سيدة المهام الصعيه، وبالتدريج بقوا يرقوني ويدوني حوافز وشغل أكتر وبقييت من أهم المديرين في الشركه. وخلال ١٥ سنه شغل
عملت فلوس كتير واشتريت شقق في محافظتنا وده خلي اخواتي وأمي عايزين ياخدوا مني كل شي زي ما حصل اول مرة ويجبروني أتنازل عن حقي في بيت أبويا. ومع كل النجاح ده حاسه بخوف ووحده رهيبه، خصوصا إني في بلد غريبه، وكان في واحد من الموظفين في الشركه بتقربلي، بس كان مرتبه ضعيف بالمقارنه بمرتبي أقل من تلته. وأمي رفضتهبرضو علشان نفس السبب “ طمعانأنا دلوقتي ٤٠ سنه ولوحدي تماماً، حتي لو كان ده السبب ، بس إنسان كويس معنديش مانع. وهو فعلاً كان كويس لغاية ما إتجوزنا وإتحول
وفضل سنتين عايش علي قفايا ومش بس كده كمان ضرب وإهانه
وبالعافيه إتطلقت بعد ما إتنازلتله عن حاجات كتير
وقررت قرار نهائي اني اعيش وحيدة لحد ما اموت
وفضلت كده لمدة سنتين، ، كل تفكيري في شغلي وبس. مش عايز أكلم أمي ولا إخواتي ولا أي حد في مصر، لغاية ما عرفت إني ماما مريضه طريحة الفراش. كنت محتاره أخد أجازه أنزل ولا أكمل شغل. بين نارين قدامي أم خدت مني كل حاجه ظلم وإديتها لإخواتي ، ونفس الأم تعبت وشالت وربت. بصيت لفوق وقلت يا رب أعمل إيه، واللي جه في دماغك، صوت واحد بيتعاد” أمك أمك أمك”خدت أجازه صغيره
وخدت الطياره وعلي مصر وفي المطار
اتعرفت علي شخص واضح أنه متعلم ومحترم جدا
وبدأ الاتصال بينا يتكرر وكان الهدف من الاتصال عمل لاني بشتغل مسئولة العلاقات الخارجية وشغله كان قريب من شغلي. حصل تقارب في وجهات النظر ولما عرفت حكايته عرفت أنه شخص كان متجوز وحصل انفصال بعد ١٢ سنة زواج وأنه للاسف نفس ظروفي مافيش اطفال
ووصلت مصر وشوفت أمي
و مقدرتش أستحمل، الست القوي عباره عن عظم في قفه. خدتها في حضني وكانت بتبصلي وهي مش مصدقه، وعيطنا إحنا الأتنين وقالتلي سمحيني يا بنتي. حطيت إيدي علي بقه وقلت. ربنا يخليكي ليا ويقومك بالسلامه، وكأن الروح ردت فيها بعد ما جيتلها بدأت تتحسن بالتدريج ورجعت علاقتنا زي ما كانت زمان علافتي مع بابا، وكانت بتدعيلي في الرايحه والجايه “ وتقول عوضها يا رب عن كل التعب اللي شافته” وكأن باب السما إتفتح منتظر الدعوه دي. الراجل اللي قبلته في المطار كان أول واحد أحس معاه بالأمان فعلاً. أول واحد أحس إن أبويا بعتهولي علشان ياخد مكانه.ومكنش فارق معايا إنه مبيخلفش، وإتجوزنا وعملنا فرح حضرته ماما وإخواتي. وربنا كمل فرحتنا مع بعض،، وكمل فرحتنا، وإدانا حاجه كنا يأسنا منها تماماً.
فجأة بدون مقدمات حملت وخلفت طفل زي القمر
وكأن الحمل كان ممنوع عني علشان مكملش مع الشخص الغلط ربنا موجود.