بيجي وقت عليا وأشوف إختياراتي وكتير سألت نفسي هل كانت إختياراتي صحيحه هل كنت غبيه أو عاطفيه زياده ومستعملتش عقلي علشان كده، وصلت للنهايه دي
أيام السعيده عدت ووقت ما كنت عيشاها مكنتش حاسه بأي سعاده دلوقتي أما أفتكرها أتوجع قوي أد إيه أنا كنت في نعم مش حاسها. الأيام دي أما كان بابا موجود كان يرجع تعبان بعد يوم شغل طويل، ويقول إنه
بيشقي علشان يعرف يخلي ماما متنزلش شغل وتقعد معانا تهتم بينا
ثلاث بنات وولد حمل تقيل علي بابا وماما، فضلوا شايلينه لغاية أما العمود اللي كلنا كننا مسنودين عليه، وقع
وإنكسر، وبابا إتوفي قبل ما يوصل حتي لسن المعاش وسابنا. وطبعاً المعاش أقل بكتير من المرتب، وإحنا مصاريفنا زادت ، فإضطرت أمي اللي عمرها ما إشتغلت تنزل شغل، وده كان قاصي جداً عليها، بقت شمعه بتتحرق من ناحيتين، الصبح الشغل وترجع تفضل تعمل شغل البيت، ونجحت فعلاً إنها تقوم بدور الأب والأم ومنححسش بحاجه لحد ما كلنا إتخرجنا، أنا دكتورة سنان
وإخواتي خريجين أداب وتجاره. الشمعه فضلت مولعه لغاية أما اتحرقت ، وفي يوم وقعت، وعرفنا إنها جالها المرض الخبيث. والدخل راح والمعيشه بقت صعبه جداً، بس أنا الحمدلله كنت أشتغلت دكتورة سنان في مستشفي خاصه
عارفه إن مححدش هيساعدني في جوازي فكنت محوشه فلوس، بس المصاريف كتير، ، وإخواتي مبيشتغلوش، وماما مريضه. فتحويشة عمري كان بتنسحب سنه سنه لغاية أما خلصت بس، الحمدلله جوزت إخواتي، وإستقروا بحياتهم. وجالي عرسان كتير كانوا بيهربوا بنمجرد ما يعرفوا إني شرطي الوحيد إن ماما تعيش معانا بس هل ده كان صح؟
هل كان ممكن مصرش علي الشرط ده؟ بس أنا كنت عايزه أبقي أمينه من الأول؟ لأن لو مكنتش معايا مش هاعرف أخدم بيتين، وده كان هيعمل مشاكل كتيره
دلوقتي أنا ٣٧ سنه وفاتني قطار الجواز. بس مكنش ينفع أسيب ماما. لغاية ما في يوم ماما سابتني. وده اللي فعلاً كسرني. طالما كانت معايا مكنش هاممني إن أبقي وحيده ولا أفضل وحيده ، ولا إن أخواتي مشيوا وكل واحد إنشغل في دوامته ومبقوش قادرين يسألوا. وحدي بين أربع حيطان . والبيت اللي كان كل حركه فضي وبقيت مش طايقه أعيش فيه، كل ركن فيه بيفكرني بحياه كانت في يوم سعيده. فكنت بأشتغل طول الوقت وأرجع أنام وبس
الوحيد اللي كان بيسأل عليا كان جارنا، راجل كبير وفي حاله. بقا في بينا ود بعد ما مراته ماتت وسابته هو كمان لوحده، شفت فيه خليط من أبويا وأمي مع بعض. لغاية ما في يوم جارنا جه خبط علي الباب بالليل متأخر، إتخضيت فتحتله لقيت وشه مزرق وقالي إلحقيني أنا بأموت. جبت عربية إسعاف وجريت بيه علي المستشفي، ودكتور الطوارئ أسعفه، وأنقذ حياته ، وبعدين جه إتخانق معايا. قال بنرفزه: إيه الإهمال ده ، حرام عليكم إزاي تسيبوا أبوكم وحيد كده.
أنا محبش حد يزعقلي فصرخت في وشه: ده مش أبويا ده جاري وأنا سعدته
ضحك بكسوف و أنا كنت متأخره علي الشغل تركت رقمي علشان يطمني عليه ، وروحت الشغل ،وبالليل إتصل الدكتور بيا وقالي أجي أخده، وفعلاً رحت والدكتور أصر أنه يوصلنا بعربيته وفعلاً وصلنا، وبقي كل شويه يكلمني بحجة إنه بيسأل علي جاري. وجاري نفسه لاحظ ده وقالي الدكتور معجب بيكي، وبدأت المكالمات تكتر بنا وعرفت إنه إترمل بعد ما مراته ماتت في حادثه ،فعلاً إتجوزنا وربنا رزقنا بتؤام ملو حياتي من تاني، ورجعت أيام تبقي سعيده تاني